في ظل الواقع المأساوي الذي خلفته الحرب، التي ألقت بظلالها الثقيلة على البنية التحتية للتعليم العالي في السودان، كانت جامعة البطانة من بين المؤسسات التي طالها قدر كبير من الدمار على يد المليشيا المجرمة وضعاف النفوس، مما أدى إلى تعطّيل العملية التعليمية وتوقف الحياة الجامعية بفعل اليد الهمجية. إلا أن هذه التحديات لم تثنِ الجامعة عن أداء رسالتها الوطنية، بل قابلت إدارة الجامعة ممثلة في السيد المدير والسيد الوكيل هذا الواقع الصعب بتحدٍ شجاع، معتبرةً أن إعادة تأهيل الجامعة هو ميدان معركتها الخاصة، تزود فيه عن حياض الوطن وتدافع عن حق الطلاب في إستمرار العملية التعليمية وإكتساب المعرفة والمهارة.
ومن هذا المنطلق، إنطلقت الجامعة في تنفيذ مشروع طموح لها بإعادة تأهيل ما دمرته الحرب ومزقته الأيادي المأجورة وكذلك توفير أنظمة طاقة بديلة (طاقة شمسية) عالية الكفاءة والجودة على مراحل، بهدف إعادة تشغيل مرافقها الحيوية وتوفير بيئة جامعية قادرة على إحتضان العملية الأكاديمية من جديد. وقد اكتملت المرحلة الأولى من المشروع الذي جاء بعد أن أجرت الإدارة الهندسية بالجامعة مسح ميداني لتقييم المباني ومن ثم وضعت خطة شاملة لعملية الصيانة والتأهيل تُنفذ عبر مراحل وبتمويل من الموارد الذاتية؛ حيث شملت المرحلة الأولى كل من :
كلية التربية وكلية الشريعة والقانون وكلية الحاسوب وتقانة المعلومات وكلية الدراسات العليا وتم الآتي:
1/تشغيل آبار المياه الجوفية بوحدات طاقة شمسية لضمان الإمداد المائي المستقر.
2/ إعادة تأهيل شبكات التوزيع الداخلي لخطوط المياه.
3/ إعادة تأهيل الحمامات وشبكات الصرف الصحي.
4/ مراجعة وإعادة تأهيل خطوط توزيع كهرباء المكاتب والقاعات والمعامل.
4/ إعادة تأهيل الأبواب والأقفال والشبابيك والأسقف.
5/ بناء السور الذي هَُدم بطول 20 متر خلف كلية الحاسوب.
6/ صيانة وتأهيل مكاتب التسجيل والامتحانات وتزويدها بعدد من ماكينات التصوير والطابعات وأجهزة حاسوب وأجهزة اللابتوب ومنظومات طاقة شمسية ذات بطاريات وألواح عالية الجودة والكفاءة .
7/إعادة تأهيل مكاتب العمداء وبعض مكاتب أعضاء هيئة التدريس وربطها بوحدات طاقة شمسية قوية.
8/ إنارة كل المكاتب الإدارية.
9/ إعادة تأهيل عمادة شؤون الطلاب وتزويدها بمنظومة طاقة شمسية عالية الجودة والكفاءة.
8/إعادة تأهيل مكاتب للإدارة العليا، وتشمل مكتب المدير والوكيل، الشؤون العلمية، عمادة البحث العلمي، الإدارة المالية، والموارد البشرية وتزويدها بمنظومة طاقة شمسية ذات كفاءة عالية
9/ إعادة تأهيل عدد من المعامل الأساسية في بعض الكليات والتي تساعد في تنفيذ البرامج الأكاديمية التطبيقية.
10/ توفير منظومات طاقة شمسية لكل من استراحة الأساتذة واستراحة الجامعة وجاري العمل على تركيب وحدة منظومة طاقة شمسية لإستراحة الأستاذات.
وتُعد هذه الخطوة إنجازًا كبيرًا في ظل الظروف الاقتصادية والأمنية المعقدة، وتعبيرًا صادقًا عن إرادة منسوبي الجامعة في الإنتصار للعلم وللوطن رغم المعوقات الداخلية والخارجية . كما تؤكد إدارة الجامعة أن هذا المشروع ليس مجرد إستعادة لما كان، بل هو نواة لمستقبل أكثر استدامة واعتمادًا على الذات.
وتستعد إدارة الجامعة لإطلاق المرحلة الثانية من المشروع، التي تستهدف إعادة تأهيل ( مراجعة كهرباء ومراوح ومكيفات وإنارة وأسقف وكراسي جلوس ) لكل القاعات الدراسية والمكتبات وما تبقى من المعامل وسائر المكاتب التي لم تشملها المرحلة الأولى وتزويدها بأحدث منظومات الطاقة الشمسية.
إن ما تحقق حتى الآن هو دليل على أن التعليم العالي في السودان لا يزال ينبض بالحياة، وأن جامعة البطانة اختارت أن تكون في مقدمة الصفوف، تقاتل لا بالسلاح، بل بالإرادة والمعرفة والعمل الجاد، من أجل بناء وطن يستحق المزيد من الوفاء والعطاء وطلاب هم كل المستقبل.
إدارة الإعلام والعلاقات العامة